ميزانية الأهلي تتجاوز 8.5 مليار جنيه.. وسعد شلبي يكشف تفاصيل الإنفاق والسياسة المالية للنادي

تتجه الأنظار داخل الوسط الرياضي المصري نحو النادي الأهلي، ليس فقط بسبب إنجازاته الرياضية المتتالية، بل أيضًا بسبب نجاحه في بناء منظومة مالية متكاملة تُعد نموذجًا يُحتذى به في الإدارة الرياضية الحديثة.
فقد أعلن سعد شلبي، المدير التنفيذي للنادي، أن ميزانية الأهلي تخطت حاجز 8.5 مليار جنيه، مع سياسة مالية محكمة توازن بين التوسع في الاستثمارات وضبط النفقات، بما يضمن استدامة مالية قوية تدعم نجاح الفريق الكروي وبقية القطاعات.

ميزانية الأهلي تتجاوز 8.5 مليار جنيه

أكد سعد شلبي أن النادي الأهلي استطاع تحقيق قفزة مالية غير مسبوقة في تاريخه الحديث، حيث بلغت ميزانيته الإجمالية أكثر من 8.5 مليار جنيه مصري.
وأوضح أن هذا الرقم يعكس تطورًا هائلًا في إدارة الموارد، بعد تطبيق خطة تهدف إلى زيادة الأصول المملوكة للنادي وتقليل الالتزامات المالية.

قائمة الأهلي لمواجهة أيجل نوار في دوري أبطال إفريقيا بقيادة يس توروب

وأشار المدير التنفيذي إلى أن الإنفاق على قطاع كرة القدم لا يتعدى 1.3 مليار جنيه فقط، وهو ما يمثل جزءًا صغيرًا من حجم الميزانية الإجمالية، في إشارة إلى أن الأهلي يسير وفق سياسة مالية رشيدة تعتمد على التوازن بين الاستثمار الرياضي والعائد الاقتصادي.

امتلاك الفروع وتحقيق الاستقلال المالي

من أبرز إنجازات إدارة الأهلي خلال الفترة الأخيرة، حسب تصريحات شلبي، نجاح النادي في سداد جميع الأقساط المستحقة على أراضي فروعه المنتشرة في مختلف المناطق.
وبذلك أصبحت تلك الفروع مملوكة بالكامل للقلعة الحمراء، ما أضاف قيمة ضخمة إلى أصول النادي الثابتة، ورسخ مفهوم الاستقلال المالي الذي تسعى إليه كل المؤسسات الكبرى.

وأضاف سعد شلبي أن هذه الخطوة جعلت من الأهلي كيانًا متكاملًا يمتلك أصولًا ضخمة يمكن الاعتماد عليها في تعزيز ميزانيته، وهو ما يمثل جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لتقوية المركز المالي وضمان استقرار النادي لعقود قادمة.

توسيع قاعدة الرعاة ورفع الدخل الدولاري

تحدث المدير التنفيذي عن خطة الأهلي المستقبلية لزيادة الدخل عبر توسيع قاعدة الرعاة التجاريين، مشيرًا إلى أن بعض الشركات الراعية للنادي هي شركات متعددة الجنسيات.
وأكد أن هناك توجهًا واضحًا نحو التعاقد مستقبلاً مع الشركات الأم مباشرة بدلًا من الوكلاء المحليين، وذلك بهدف زيادة العوائد بالدولار وتقليل الفجوة بين الإيرادات والنفقات بالعملة الأجنبية.

وأشار سعد شلبي إلى أن هذا التوجه يأتي في إطار مواجهة التزامات مالية دولارية تتعلق بالتعاقدات والصفقات الخارجية، موضحًا أن الأهلي يسعى لأن يكون له مركز مالي قوي ومستقر في سوق الرياضة العالمية.

استراتيجية الأهلي للاستدامة المالية

تقوم السياسة المالية الحالية للنادي الأهلي على عدة ركائز رئيسية، من أهمها:

• تعظيم الإيرادات الذاتية من خلال تطوير الفروع والمنشآت.
• إدارة الإنفاق بحكمة عبر مراقبة دقيقة للميزانية السنوية.
• الاستثمار في التسويق والرعاية الرياضية لزيادة الأرباح.
• تنمية النشاطات الخدمية والاجتماعية داخل النادي لتوسيع قاعدة الأعضاء والمشتركين.

وأكد سعد شلبي أن هذه المنظومة ليست مجرد خطة قصيرة المدى، بل هي رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى تأمين مستقبل النادي الأهلي واستمرارها في القمة ماليًا ورياضياً.

مشروعات الأهلي الاستثمارية الجديدة

مجمعات رياضية ومناطق خدمية

كشف سعد شلبي عن وجود عدد من المشروعات الاستثمارية الجديدة قيد التنفيذ، تشمل إنشاء مجمعات رياضية متكاملة داخل الفروع، وتوسيع المساحات الخدمية للأعضاء.
هذه المشروعات، بحسب شلبي، تهدف إلى زيادة القيمة السوقية للنادي وتعزيز مصادر الدخل المستدامة.

التحول الرقمي والإدارة الذكية

ضمن الخطة المستقبلية، يسعى الأهلي أيضًا إلى تطوير بنيته الرقمية من خلال التحول إلى منظومة إدارة إلكترونية متكاملة تشمل الاشتراكات، العضويات، والأنشطة، مما يسهل عملية المتابعة المالية ويزيد من كفاءة الإدارة.

الأهلي نموذج يحتذى في الإدارة الرياضية

أوضح سعد شلبي أن ما يميز الأهلي عن غيره من الأندية هو قدرته على الدمج بين النجاح الرياضي والمالي في آن واحد.
ففي الوقت الذي يحافظ فيه الفريق الأول لكرة القدم على مكانته كأحد أقوى الأندية الإفريقية والعربية، تعمل الإدارة على تحقيق استقرار مالي واقتصادي طويل الأمد.

وأشار سعد شلبي إلى أن إدارة الأهلي الجديدة تسعى إلى تقديم تجربة إدارية تُلهم الأندية الأخرى في مصر والمنطقة، عبر فكر مؤسسي واضح ورؤية اقتصادية شاملة تجعل النادي في مصاف الكيانات الرياضية الكبرى عالميًا.

خطة مجلس الإدارة الجديد: رؤية للمستقبل

أكد سعد شلبي أن مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب يسير وفق رؤية واضحة تعتمد على تعزيز الاستدامة وتوسيع الاستثمار في جميع المجالات.
وأشار سعد شلبي إلى أن النادي لا يكتفي بتطوير منشآته الرياضية فقط، بل يسعى إلى خلق بيئة اقتصادية تُمكّنه من تمويل نفسه دون الاعتماد على مصادر خارجية.

وأضاف أن هذا الفكر الإداري الحديث هو ما جعل الأهلي يحافظ على استقراره المالي حتى في الفترات الصعبة التي شهدت فيها البلاد تقلبات اقتصادية، مؤكدًا أن القلعة الحمراء أصبحت نموذجًا يحتذى به في الإدارة المالية الرياضية.

الأهلي مؤسسة ضخمة بشهادة الكل

أثبت النادي الأهلي مرة أخرى أنه ليس مجرد نادٍ رياضي، بل مؤسسة اقتصادية ضخمة تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة للمستقبل.
ومع تجاوز ميزانية الأهلي حاجز 8.5 مليار جنيه، يتضح أن الإدارة تسير بخطى واثقة نحو تحقيق الاستدامة المالية وبناء منظومة متكاملة تجمع بين الرياضة والاستثمار.
وتبقى رسالة سعد شلبي واضحة: الأهلي سيظل دائمًا في المقدمة، ليس فقط في البطولات، بل في الإدارة والتخطيط والريادة.